Style Switcher

من نحن

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

 لقد أنعم الله على البلاد اليمنية بإطلالة عصر النهضة الدعوية , وظهور  الدعوة السلفية  التي ملأت السهل والجبل وتسامع بها العالم حتى أصبحت الديار اليمنية موئل الأنظار ووجهة الأسفار فضربت إليها المطي لا بل فوجت إليها الرحلات من داخل البلاد وخارجها .

كانت أول نبتة مباركة وقطرة غيث منهمر هي  دار الحديث بدماج التي أسسها مجدد الدعوة وعلامة اليمن الكبير شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ، ومن داره تفرعت الدور وتكاثرت البذور وتصاعد الخير وانتشر فلا تكاد  مدينة يمنية ولا دولة في العالم من دار أو مسجد ترفرف على مآذنه معالم الدعوة وأعلام الخير .

وأشهر القلاع العلمية وأكبرها قدراً وأعمّها أثراً ورسوخاً هي دار الحديث بمعبر التي أسسها القائم عليها والدنا العلامة المحدث الهمام المربي / محمد بن عبد الله الإمام متع  الله الوجود بوجوده  وبارك في أعماله وجهوده  .

هذه الدار التي تعتبر قلعة شامخة يأوي إليها المشمرون ويتحصن بعلومها كل من أراد السلامة من تبعات الجهل وغوائل الضلال ، روضة دانية ويدٌ حانية لمن أراد أن يتفيأ من ظلاها الوارفة  ويجتني من ثمارها اليانعة  وينهل من منابعها الصافية .

دار يتفجر الخير والهدى من جوانبها وزواياها ، دار تخرج منها علماء ومشايخ ، ودعاة على الطريق القويم ، والمنهج السليم .

مؤسسها هو : فضيلة شيخنا العلامة المحدث الفقيه النحرير المربي المفيد صاحب الهمة العالية والقلم السيال محمد بن عبد الله الإمام حفظه الله .

 

أثنى عليه علماء ومشايخ الدعوة السلفية فمن هؤلاء :  

ـ الإمام المجدد العلامة النحرير / مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله :

قال فيه كما في كتاب ( البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان )

الشيخ الفاضل الداعية الفقيه المحدث محمد بن عبد الله الإمام فلله درُّه من باحث مستقصٍ ونسأل الله أن يوفق أخانا محمد لمواصلة السير في الرد على المبتدعة وتزييف أباطيلهم إنه على كل شيء قدير .

ـ الشيخ العلامة / محمد بن عبد الوهاب الوصابي :

قال : والشيخ الإمام بارك الله فيه ذو همة عالية وذكاءٍ متوقد وتواضع جم وحرص على الخير ما عرفناه إلا ناصحاً وقوراً داعياً إلى جمع الكلمة ووحدة الصف رحيماً بطلابه وإخوانه فجزاه الله خيراً وأسأل الله العلي القدير أن يزيده من فضله أن يدفع عنه كل سوء ومكروه والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه و سلم .

وقال فيه كما في مقدمته لكتاب الإبانة صـ 4  وأما مؤلفه فهو الشيخ الفقيه المحدث المربي محمد بن عبد الله الإمام القائم على مركز دار الحديث بمعبر جمع الله له بين التعليم والدعوة والتأليف فهو فقيه باهر وخريت ماهر في الفتن العصرية ومؤلفاته تدل على ذلك.

ـ الشيخ العلامة / عبد العزيز البرعي  :

قال : الشيخ محمد بن عبد الله الإمام أحد مشائخ الدعوة السلفية في اليمن من هذا العصر تتلمذ على يد شيخنا مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله ثُم أنشأ دار الحديث في معبر بدأ فيها من الصفر وتوسعت حتى انتشر صيت الدار في أرجاء المعمورة له دعوة قوية جداً عمت السهل والجبل فلا تكاد تذهب جبلاً ولا شعباً ولا وادياً في اليمن إلا وقد وصله الشيخ محمد الإمام إن لم يصل هو وصل طلابه ودعوته دعوة سلفية سار فيها على نهج شيخه مقبل رحمه الله وغيره من علماء أهل السنة .

ـ الشيخ العلامة / عبد الله بن عثمان الذماري :

قال : الشيخ محمد بن عبد الله الإمام يعتبر من أبرز طلاب الشيخ مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله تعالى بل قد يكون أبرزهم ولهذا عُرف حفظه الله تعالى بغزارة العلم وكتبه شاهدة بذلك فهذه الكتب الكثيرة الطافحة التي ألفها تدل دلالة واضحة على غزارت علمه وعلى سعة إطلاعه بالعلوم الشرعية فهو حفظه الله لا يزال يسعى في طلب العلم والكثرة منه والإستكثار من العلم الشرعي وفي الوقت نفسه ينشر هذه العلوم في طلابه وفي وسط المجتمع وفي نفس اللحظة يدعوا إلى الله سبحانه وتعالى فينشر العلوم الشرعية عبر الدروس الشرعية والمحاضرات وكذلك التآليف والفتاوى وغيرها وهذا واضح عنه ومعروف .

ـ الشيخ العلامة / عثمان بن عبد الله السالمي :

قال : الشيخ / محمد بن عبد الله الإمام قائم على دار الحديث بمعبر حرسها الله من سنين عديدة وطلابه بالآلاف وفدوا إليه من جميع البلدان من اليمن وخارجها وقد نفع الله به وبطلابه في اليمن وخارجه وهذا مشاهد وهو شيخ عرف بالشجاعة والصدع بالحق نحسبه على خير ولا نزكي على الله أحداً ونسأل الله أن يختم لنا وله ولجميع أهل السنة بالحسنى والخير وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم .

ـ الشيخ العلامة / محمد الصوملي :

قال : فإن فضيلة الشيخ / محمد بن عبد الله الملقب بالإمام العالم ، الزاهد ، العابد ، السني ، السلفي القائم على دار الحديث بمعبر يعتبر ركناً من أركان الدعوة السلفية في اليمن له مؤلفات مباركة ، وقد تخرج على يديه حفاظ للقرآن الكريم ، وكثير من أحاديث الرسول العظيم صلى الله عليه وسلم ، والخطباء ، والطلاب ، والوعاظ العدد الكبير .

وهو ذلك الذي يصول ، ويجول بحول الله وقوته بالسهول ، وبطون الأودية ، وقمم الجبال في البلاد اليمنية يذَّكر إخوانه المسلمين بالله رب العالمين ، ويدعوا إلى كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من كتاب الله ، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على فهم السلف الصالح رضي الله عنهم أجمعين .

ـ الشيخ العلامة / عبد الهادي بن مهجي العميري :  

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد : فقد عرفت الشيخ الفاضل محمد بن عبد الله الإمام عن قرب وزرته في دار الحديث العامرة والقلعة الشامخة بالعلم والتعليم فرأيته رجلاً مباركاً ذا علم وحلم وسمت وأخلاق عالية وتواضع جم وسماحة وسعة صدر وتؤدة وصبر يألف ويؤلف له من الطلاب الآلاف ومن المؤلفات العشرات وقد ضربت دعوته الآفاق وجابت الشعاب ورأيت طلابه في الأقطار فقد بارك الله في دعوته وأعطاه الله من الثبات في هوجاء الفتن ما حافظ به على دعوته وإخوانه فزاده الله خيرا ونفع به الإسلام والمسلمين كما نفع بشيخه الإمام الوادعي رحمه الله فنعم الخلف لنعم السلف.والحمد لله رب العالمين

وكتبه أبو عبد الرحمن عبد الهادي بن مهجي العميري ، المدرس بمعهد الحرم المكي الشريف مكة المكرمة .

ولزيادة النظر في ثناء العلماء الجهود الدعوية لشيخنا انظر كتاب اللآلئ الحِكام في ترجمة شيخنا العلامة المحدث / محمد بن عبد الله الإمام ، لأبي عمار / وهبان المودعي .

ولشيخنا الإمام حفظه الله جهود مبذولة في مجالات شتى منها : باب التآليف .

ومنها : مسؤولية الدار ، والطلاب ، وتحمل أمور الدعوة التي لا يعرف قدر هذه المسؤولية إلا من عرف عظيم أمرها .

الجهود الإصلاحية للدار وشيخها

من وضع نفسه موضع المسؤولية والشفقة عاش مخاصما للأنانية, ومغاضبا للانطوائية واقفا نفسه لله موفِّقا بين المختلفين, ومقربا بين المتباعدين, ومؤلفا بين المتباغضين

هذا هو حال شيخنا الإمام سدده الله يعرفه الكلُ مهتما بالكل جهوده الإصلاحية لملمت جروحا, ودفنت شروخا, وأحدثت تماسكا في صف الدعوة والدعاة, فالشيخ فاتح صدره قبل داره في أي وقت؛ للتوفيق والصلح بين المتخاصمين من كل الأطراف بدء بكبار المشايخ والدعاة , ومرورا  برواد الدعوة وطلاب العلم حتى عامة الناس ورجال القبائل, فقد يعجزون عن حل خلافاتهم وخصوماتهم  في المحاكم والأعراف القبلية فيعودون للشيخ فما هي إلا جلسة تعقد إلا وتنحل العقد وتتقارب القلوب وتتقشع ظلمات الضغائن بفضل الله سبحانه وتعالى ثم بجهود الشيخ حفظه الله وبارك فيه .

وفي الجانب الدعوي هبت أعاصير فتن وخلافات كادت تطيح بالدعوة التي أرسى جذورها في عصرنا الإمام الوادعي وفي كل نازلة يتجه الشيخ للملمة الصف السلفي  وتقريب وجهات النظر بالنصح والتوجيه والتوعية بضرورة الهدوء والتغاضي عما لا نفع فيه ولا طائل تحته والانشغال بالعلم ومعالي الأمور والترفع عن سفاسفها .

فكم حصلت من فتن في الصف فسعى للملمتها والحرص على عدم توسعة شرخها وقام بما لديه من قدرة على النصح والتوجيه .

لما يتمتع به من نظر عميق وصدر رحيب نتج عن كل ذلك  تنازلا منه  عن حظوظه الشخصية , وصبرا على استهداف شخصه الكريم  , فلا يبالي بمن طعن فيه , أو تنقصه  لا لضعف الشعور بالكرامة ولكن تقديما لحق العام على الخاص , وانشغالا بالأهم عن المهم , وترجمة لمبدأ  أعظم نوع من الإيثار  وهو بذل العرض لسلامة الدعوة ودوام الأخوة فكم عاد مستبطن جنفا وحامل حيفا بإحدى الحسنيين إما الفشل في خبثه ومكره أو العودة عن مرضه إلى العافية والوئام بحمد الله   كل ذلك رغبة منه في الإصلاح وسد أبواب الفتن وعملا بوصية إمام الدعوة في الديار اليمنية مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله التي أوصى بها قبل موته  بتعيين الشيخ الإمام ومجموعة من كبار مشايخ الدعوة لحل الخلافات والقيام بالمشورات

وقد جعل الله في جهوده الخير العظيم والبركات الجسام للدعوة؛ فثبت الله به القلوب, وقوى به الصف, ونصر به المظلومين, وحقن به الدماء, وكسر به الباطل, وجمل به صورة  أهل الحق حفظه الله وحماه من كل كيد وأدام  نفعه وأطال بقاءه .

وهكذا من جهوده المباركة تآليفه القيمة التي يقوم بها فمنها :

في باب التفسير :

ـ كتابه القيم : إجماعات المفسرين وما عليه جمهورهم ، لا يعلم لهذا الكتاب نظير في بابه نسأل الله أن ييسر إتمامه ، وإخراجه .

في باب العقيدة وردود عقدية :

  • تحذير المسلمين من الغلو في قبور الصالحين .
  • إخبار الوفود بحكم زيارة قبر النبي هود .
  • حكم الهجر في الإسلام .
  • الحزب الإشتراكي اليمني في ربع قرن .
  • الدفاع عن أم المؤمنين عائشة .
  • تنوير العقول في الفرق بين النبي والرسول .
  • الذم والعتاب لمن قدس المشاهد والقباب .
  • آل البيت صفوة الأحساب وأشرف الأنساب .

 

في الفقـه :

  • إعلام النبلاء بأحكام ميراث النساء .
  • مختصر إعلام النبلاء بأحكام ميراث النساء .
  • الأخطاء المتعددة في حج المرأة المتبرجة .
  • مسائل الإحصار في الحج والإعتمار .
  • إرشاد الأخيار إلى حكم نكاح الشغار .

في اللـغة :

  • المؤامرة الغربية على اللغة العربية .

في عـالـم الجن والشيـاطين :

  • إرشاد الناظر إلى معرفة علامات الساحر .
  • الإيضاح والتبيين لما صح مما لم يصح من الأحاديث والآثار والهواتف في الجن والشياطين .
  • البرهان على تحريم التناكح بين الأنس والجان .
  • إنقاذ المسلمين من وسوسة الجن والشياطين .
  • إعلام الحائر بحكم حل السحر على يد الساحر .
  • أحكام الرقى الشرعية .

في العـلم والعلماء :

  • رفع العلم .
  • تنبيه العقلاء إلى حرمة دماء المسلمين ولحوم العلماء .

في الـوعـظ :

  • خطب فضيلة الشيخ محمد بن عبد الله الإمام 1 – 2 .
  • أعداؤك يا مسلم أربعة .
  • الإختلاط أصل الشر في دمار الأمم والأسر .
  • السيف اليماني على من أباح الأغاني .
  • المؤمن الضعيف .

في النصـائـح :

  • النصح الكامل للمسؤولين ومشايخ القبائل .
  • تنوير الأبصار بما في الرماية من المنافع والأضرار .

 

في الفتـاوى :

  • فتوى في حكم القات .
  • فتوى في حكم تغيير القبلة إعتماداً على الآلات الحديثة .
  • فتاوى عامة ضمن مجموع رسائل منوعة .

كتب ينتفع بها الناس عموماً والتجار خصوصاً :

  • العدل في الأموال قوام العالمين .
  • كسب الحلال عمل الأبطال .

في الجـرح والتـعديـل والإصلاح بين أهل السنة :

  • الإبانة عن كيفية التعامل مع الخلاف بين أهل السنة الجماعة .

في الردود العامة والخاصة :

  • غوائل دعوة حوار الأديان .
  • إعانة الأماجد بيان حال عمرو خالد .
  • تبصير الحيارى بمواقف القرضاوي من اليهود والنصارى .
  • البيان لإيضاح ما عليه جامعة الإيمان .
  • تنوير الظلمات بكشف مفاسد وشبهات الانتخابات .
  • السّم الزعاف في عقيدة السقاف .
  • الكشف المبين عن أصناف المبدلين .

في بيـانه لأحوال المنظمات وأحوال المنصرين :

  • الحقائق الكبرى عن منظمتي اليونسكو وأدرى .
  • الرياضة النسوية مجمع المنكرات الظاهرة الخفية .
  • تأثير الأموال في نفوذ التنصير بين المسلمين .

في الردود على أصحاب النظريـات الكـونية :

  • نقض النظريات الكونية .

في الكتب التي فيها الدعوة إلى الحفاظ على البلاد اليمنية خاصة والبلدان الأخرى عامة :

  • الوحدة اليمنية وأهمية الحفاظ عليها .
  • التوضيح والتحقيق لمسائل قطع الطريق .
  • الوثائق التآمرية على الدول العربية والإسلامية .

 

في الكتب المنوعة :

  • وظيفة الأبطال المسابقة إلى فضائل الأعمال .
  • تحذير أهل الإيمان من تعاطي القات والشمة والدخان .

وهناك كتب لا تزال تحت الطبع ودروس مفرغة تجهز للطبع على سبيل المثال :

ـ شرح صحيح مسلم

ـ شرح الأدب المفرد للإمام البخاري .

ـ تفسير القرآن الكريم .

ـ شرح العقيدة الواسطية .

وغيرها من الكتب التي نسأل الله أن ييسر بإخراجها .

موقع دار الحديث بمعبر

تقع دار الحديث ـ حرسها الله وأدام نفعها ـ في الجمهورية اليمنية ـ محافظة ذمار ـ  مدينة معبر ـ مديرية جهران  جنوب العاصمة صنعاء على بعد (70) كم.

تاريخ تأسيسها

كان بداية تأسيس هذه الدار ـ أدام الله نفعها ومتعنا ببقائها ـ بتأسيس مسجد صغير جداً على يد الوالد المبارك الشيخ / أحمد البنوس رحمه الله وغفر له عام (1406 هـ), فطلب من شيخنا الإمام الوادعي رحمه الله معلما يعلم الناس القرآن والحديث في هذا المسجد فكان المختار لذلك شيخنا الإمام حفظه الله  .

وسبب لقبه بالإمام أنه كان إماماً لدار الحديث بدماج في زمن الشيخ / مقبل رحمه الله فلقبه بالإمام فصار علماً عليه ولقباً وصار اسماً على مسمى بحمد الله .

فجاء وأقبل الناس عليه شيئا فشيئا فاحتيج إلى توسيع المسجد فوسع وصارت مساحته (500) متر مسطح, ثم تزايد الخير وكثر الوافدون على الدار من طلبة العلم ومن غيرهم فاضطر القائمون على الدار  في عام (1415هـ)إلى توسعة المسجد ضعف ما كان عليه, واستمر إقبال الطلاب وتوافدهم من داخل اليمن وخارجها فاضطر القائمون على الدار في عام (1420هـ) إلى توسعة هي الأكبر والأخيرة تبلغ المساحة الحالية (100 ) متر طولاً في (40) متر عرضاً, وللمسجد صروح ملحقة يتسع المسجد مع صروحه لأكثر من عشرة ألف مصلي .   

ومع هذه المراحل في التوسعة إلى أن بلغت المساحة المذكورة إلا أنه لا يزال ضيقاً ولا يزال يحتاج إلى توسعة بسبب كثرة الوافدين من طلبة علم ، ومع سعته بهذا العد المذكور عشرة آلاف مصل إلا أنه لا يزال ضيقاً فترى الناس في صلاة الجمع ، والأعياد يصلون في الشوارع المحطة بالدار بسبب الزحام الشديد . 

  الأعمال والجهود في دار الحديث بمعبر :

أصبحت دار الحديث أعظم نفعاً من سحابة غيث تدرُّ بركاتها على سائر البلاد في داخل اليمن وخارجها ، فالجهود والأدوار التي تقوم بها الدار أدهشت المتابعين بها لعظيم حركتها وقوة بركتها ، وتجذرت البركات وتفرعت الخيرات فأصبح للدار فروع متوزعة على محافظات عدة تؤتي ثمارها بنفس المضمون بصورة مصغرة عن الدار دار الحديث بمعبر الأم ، وتتوزع الجهود التي تتشرف بها دار الحديث بمعبر بتقديمها للدعوة والمجتمع في ثلاثة جوانب :

الأول : الجهود التعليمية

الثاني : الجهود الدعوية

الثالث : الجهود الإصلاحية

ونعرج في هذه الترجمة لتلكم الجهود شيئاً فشيئاً

الجهود التعليمية :

تتنوع خدمة العلم في الدار بتنوع فنون العلم ، وأقسامه فيتنقل الدارس من روضة عليه إلى روضة أخرى , ومن معين إلى معين آخر ، فيظل يتقلب بين أحضان العلوم من فن إلى فن, فتارة يحتضن كتاب الله في صدره تالياً ومرتلاً ومتدبراً في تفسيره ومنقباً عن أحكامه ، وتارة متلقياً له من أفواه المشايخ والمجيزين ، وتارة يطوف في رياض المصطفى صلى الله عليه وسلم حافظاً لأحاديثه ومستنبطاً لفقهها ومؤصلاً لدراستها ، وتارة يقفز إلى رياض اللغة العربية قاطفاً جنى نحوها ومشتماً لشذى صرفها ومتأملاً في رونق بلاغتها ، وتارة يطوف بأصول الفقه والقواعد الفقيه فيضبط أصولها ويحكم مسائلها؛ لتكون عونا له على الوصول والقدرة على تخريج الفروع على الأصول ,وهكذا تطيب حياة المحصّل للعلم وهو يستمتع بالتجوال من فن إلى فن ، وهو يأخذ العلم ويحصله من حملته ، وأهله .

وفيما يلي نشير إلى الجهود التعليمية والمحطات العلمية التي يتزود منها الطالب وقود رحلته إلى عالم الوعي والمعرفة والفقه الشرعي في الدار :

 أولا: حلقات تعليم القرآن الكريم:

إن أول ما يعتنى به ويرشد إليه الوافد على الدار العناية بحفظ القرآن الكريم, فقد أولى القائمون على الدار القرآنَ الكريم اهتماما بالغا وعناية خاصة؛ إذ هو أصل العلوم، وما تعلق به هو أجلها، فشرف العلم بشرف المعلوم.

وإليكم نبذة مختصرة تبين مدى الاهتمام بهذا الفن الجليل، والجهد المبذول من القائمين على الدار, ومن المشرفين على حلقات التحفيظ والقراءات، والذي نتج عنه نتيجة تسر الناظرين وتبهر السامعين، قل أن يكون لها نظير .

أولاً : لتعلم أن من يتولى تعليم القرآن الكريم هم من لديهم الملكة التامة في هذا الباب ،والحمد لله يتولى ذلك من لديهم غالباً الإيجازات إما برواية حفص عن عاصم ، وهو يأخذ الإيجازة عن طريق المشافهة في التلقي .

وهكذا يتولى زمام التعلم لكتاب الله طلاب علم بعضهم لديه القراءات السبع أو العشر بالإيجازات ، وهذا مما يجعل من يتلقى القرآن الكريم يتلقاه وتكون ثمرته قوية المحصول وفائدته متقنة بحمد الله .

وحلقات تعليم القرآن الكريم في الدار على قسمين قسم الفترة الصباحية وقسم الفترة المسائية :

تضم حلقات القرآن الكريم  الصباحية ما يزيد على (120) حلقة لا تقل  كل حلقة عن (عشرة طلاب) وتزيد أحيانا إلى خمسة عشر طالبا وهذا في جميع أيام السنة وأما في فترة الإجازة الصيفية فتزيد الحلقات على (200) حلقة ، وقد تكون أكثر .

 يتفرغ الطالب من بعد صلاة الفجر للحفظ؛ إذ هو الوقت المناسب للحفظ بعد ارتياح الذهن  وقبل انشغاله بمشاغل أخرى وفي تمام الساعة الثامنة صباحا يتوجه  كل طالب إلى حلقته و تستمر إلى تمام الساعة التاسعة .

على أيدي معلمين مجيدين في هذا الفن، إذ توجد أنظمة ولوائح تضبط المعيار المقبول لأن يكون المدرس مقبولا للتدريس، ومنها:

• أن يكون المعلم ممن أكمل حفظ القرآن الكريم بإتقان.

• لابد أن يتقدم لاختبار القبول الخاص بالمعلمين قبل أن يجلس للتعليم.

• أن يحضر من بداية الوقت المخصص لتعليم القرآن الكريم.

• إلزام كل الطلاب بمراجعين من نفس الحلقة.

• الانضباط بتسجيل الحفظ والمراجعة والحضور والغياب في الكشف المعد لذلك.

• عدم الغياب إلا لضرورة بعد وضع البديل المناسب.

 كما توجد أيضا أنظمة ولوائح تتعلق بالطالب المتلقي لهذا العلم الشريف، ومنها:

• أن يكون مجيدا للقراءة والكتابة، ومن لم؛ فيحال إلى حلقات تعليم القراءة أولاً .

• إلزام كل طالب بمصحف خاص به للحفظ والمراجعة.

• يقرأ الطالب على المعلم ما يُطلب منه حفظه في اليوم التالي.

• يختبر الطالب عند انتهائه من حفظ السورة أو الجزء كاملا ، وهذا ليتقن الطالب ما حفظه .

• يختبر الطالب شهريا كل ما حفظه .

• أن يتعلم التجويد والقراءة بالتلقين والمشافهة.

وهذا العمل مع هذا الكم الهائل من المعلمين والمتعلمين لابد له من رعاية ومتابعة، فمن أجل ذلك

يوجد مشرفون متخصصون في متابعة مدرسي القرآن الكريم والطلاب المتعلمين متابعة يومية وأسبوعية وشهرية، ومن مهامهم:

1 ـ متابعة المصاحف الخاصة بالطلاب. -

2 ـ متابعة أداء الطلاب عند المعلمين. -

3 ـ متابعة الغياب والحفظ والمراجعة. -

4 ـ متابعة قضايا الطلاب مع المدرسين. -

كما يوجد دفتر متابعة لحفظ القرآن الكريم، يختص بمتابعة ما حفظه الطالب يوميا، واسم السورة، وعدد الآيات، وتقويم المحفوظ.

كما يوجد أيضا كشف خاص بكل عمل، حتى يُقوَّم المدرس والطالب.

وقد نتج عن هذه المتابعة الدقيقة والحرص الشديد خير كثير  ، فقد تخرج آلاف من حفظة القرآن الكريم، فلا تكاد توجد منطقة من مناطق اليمن إلا وفيها عدد ممن حفظوا القرآن الكريم في هذه الدار المباركة، ناهيك عن خارج اليمن ففيها أيضا أعداد مباركة كذلك.

وتجد الطلاب في شهر رمضان المبارك يذهبون إلى أنحاء محافظات ومديريات وقرى كثر في البلاد وتسمع دوي طلاب العلم الحفاظ لكتاب الله وهم يصلون بالناس بإتقان لكلام الله .        

 كما تقوم الدار بحلقات مسائية للصغار الذين لا تزيد أعمارهم على ثلاثة عشر عاما وهي تمر بمرحلتين

المرحلة الأولى:

 يعتنى فيها بتدريس ( هؤلاء القاعدة النورانية ) ، وهذه القاعد هي تعليم القراءة والكتابة حتى يتعلم القراءة الصحيحة والنطق الصحيح , وقد أقيمت دورة تدريبية لتأهيل مدرسين مجيدين لتدريس هذه القاعدة تدريسا مكثفا؛ ليخرج الطالب بنتيجة طيبة وثمرة مرجوة,  وهذا ما نلمسه ولله الحمد وتضم هذه المرحلة ما يزيد على (15) خمسة عشر فصلا , ولا يقل عدد الطلاب في كل حلقة عن (20) طالبا ولا يزيد عن (35) طالبا والمفترض أن يكون العدد أقل ولكن لكثرة الطلاب وقلة الفصول نضطر إلى زيادة العدد في الحلقة الواحدة.

وبعد انتهائه من دراسة النورانية يعلم القراءة النظرية من المصحف حتى يجيد قراءة القرآن الكريم قراءة صحيحة فقد يقرأ  جزءاً أو جزأين أو أكثر بحسب حال الطالب حتى يجيد القراءة الصحيحة  . 

المرحلة الثانية: بعد أن يدرس النورانية ويجيد القراءة والكتابة يلتحق بالمرحلة الثانية  وهي حلقات التسميع وهي تمر بثلاثة مستويات:

-      المستوى الأول لأصحاب الجزء إلى الخمسة الأجزاء  .

-      المستوى الثاني من الخمسة إلى نصف القرآن  .

-      المستوى الثالث من النصف إلى آخر المصحف.

ويبلغ عدد هذه الحلقات ما يقارب (63) ثلاثة وستين حلقة في كل حلقة (10) عشرة طلاب وهذه الحلقات تقوم على الاهتمام بالطالب والعناية به عناية تامة مع اصطحاب كل طالب لدفتر خاص مجدول بترتيب خاص يسجل فيه محفوظ اليوم وما سيحفظه في اليوم الثاني مع عدد الأخطاء بنوعيها من شكلية أو حفظية وفيه مستوى الطالب.

 ويطلب من الطالب عرض دفتره كل يوم على ولي أمره؛ لينظر فيه ويقوم بالتوقيع عليه فيحصل التعاون بين المعلم والبيت على نجاح الطالب وتشجيعه لينتج الثمرة المطلوبة المرجوة منه . 

ولهذا الحلقات مشرفون يقومون بترتيبها ومتابعة الطلاب والمدرسين لتؤتي هذه الحلقات ثمارها الطيبة النافعة بإذن الله تعالى , ولها لوائح وضوابط يسيرون عليها منها :

1-    أن يصطحب الطالب الدفتر المعد؛ ليؤشر المعلم على الخطأ في موضعه من المصحف بالقلم الرصاص .

2- يسجل المعلم الخطأ الذي وقع فيه الطالب في دفتر الطالب وفي الدفتر الذي بيده  يوميا.

3-    أن يطلع المشرف على الدفاتر التي بيد المعلم أسبوعيا.

4-    يختبر الطالب في كل محفوظه شهريا وينظر  هل المصلحة أن يواصل الحفظ أو في التفرغ لمراجعة ما تقدم من حفظه .

وقد آتت هذه الحلقات بهذه المتابعة والاهتمام بعد فضل الله سبحانه ثمارها الطيبة النافعة التي تسر كل من له حب لتعلم أبناء المسلمين ويقظتهم واهتمامهم بأساس رقيهم ونهضتهم ولله الحمد .

ثانيا الدروس العلمية

لأجل العلم قامت هذه الدار وتأسست, وبالدروس العلمية ازدهرت وانتعشت, وعلى رواقها انبسطت, وإن الناظر إلى إقبال الطلاب على الدروس والتزاحم عليها بركبهم والدنو إليها برتبهم ليشعر بالسعادة والأنس ويستوحي الأمل للنهوض بالأمة إلى مرافئ العز بإذن الله كيف لا والدروس العلمية هي أساس الطالب  الذي يبني عليه , وسلم تفوقه ومجده للوصول إلى ما يصبو إليه ولسان حالهم :

العلم عمدتنا وأصل أمورا
 

وعليه يثبت للبناء تأسيس
  

  وتشهد دار الحديث بمعبر ولله الحمد نهضة علمية مباركة في شتى الفنون العلمية والدروس القائمة في الدار تنقسم إلى قسمين  :

دروس عامة: وهي الدروس التي يقيمها شيخنا ـ أدام الله نفعه ـ لعامة الطلاب ومن حظر من غيرهم  ، ويقيمها في المسجد فأنت أخي لو تحضر دروسه الماتعة ،وأسلوبه الرائع ، وطلابه حوله هذا يشارك بتسميع الحديث ،وهذا يكتب الفوائد في دفتره لقلت أنك في عصر المديني ، وشعبة وهي كالآتي :

-  بعد صلاة الظهر و يدرس تفسير العلامة السعدي رحمه الله, وقد درسه أكثر من مرة  

-  بعد صلاة العصر ويدرس صحيح البخاري وقد درسه أكثر من مرة  

-  بعد صلاة المغرب شرح صحيح مسلم وقد درسه أكثر من مرة.

- إضافة إلى دروس أخرى يقيمها الشيح بين حين وآخر فمن الدروس التي شرحها الشيخ لعموم الطلاب

1-    أعلام السنة المنشورة لحافظ حكمي .

2-    الدر النضيد للإمام الشوكاني

3-    عقيدة أهل السنة والجماعة إبراهيم الحمد

4-    أصول اعتقاد أهل السنة للإمام أخمد .

5-    الشريعة للآجري

6-    فتح المجيد شرح كتاب التوحيد

7-    صحيح السيرة النبوية لإبراهيم بن محمد العلي.

8-    شرف أصحاب الحديث للخطيب البغدادي

9-    الرسالة التبوذكية لابن القيم.

10- الأدب المفرد للبخاري 

11-  مذكرة الصيام للشيخ محمد بن عبد الوهاب الوصابي

12- رسالة ابن القيم إلى أحد إخوانه.

ومن خلال إلقاء شيخنا لدروسه العامة تلحظ أموراً :

1ـ قوة تحضيره للدروس ونثره للفوائد ، وترجيحاته القيمة التي هي بعيدة عن تقليد مذهب معين ، وإنما الدليل هو الحكم فيما يرجح .

2 ـ يتفقد أحوال الطلاب فتارة يسأل بعض الطلاب عن دروسه وكم لديه دروس ، وتارة يسأله من قبل المشرفين الذين وضعهم شيخنا لمتابعة الطالب لكن هذه طريقة أخرى كلها تصب في الإهتمام بالطالب والحرص عليه .

3 ـ شيخنا يربط دروسه بعدة أمور منها : شرح الآية أو الحديث مثلاً وإلقاء فوائد ومسائله ثم يتخلل الدرس ربطه بواقع الناس ، ويتخلل الدرس بث العقيدة فيه على الطلاب .

وهكذا إجلاله لعلماء ومشايخ الدعوة قديماً وحديثاً ، ويخرج الطلاب من درسه وقد تلقى عدة فوائد في أبواب مختلفة حسب المناسبة في الدرس .

الدروس الخاصة :

وهذه الدروس يقيمها من له أهلية وملكة في الفن الذي يجيده فلا يؤذن له بإقامة درس إلا بعد أن يكون مجيدا للفن ومجيدا لتعليمه ولذا تضم دار الحديث بمعبر  حرسها الله كادرا من المدرسين يدرسون في جميع الفنون العليمة .

  والدروس العلمية التي تقام في الدار كثير ة جدا بسبب كثرة الطلاب الوافدين على الدار  من داخل اليمن وخارجها حتى تعجز الدار أحيانا كأوقات الإجازة عن القبول نظرا لضيق المكان وضيق المادة والدروس والحلقات العلمية تزيد في اليوم الواحد على  مائة وعشرين حلقة في مختلف الفنون وفي مستويات متفاوتة.

 وهي تتجه اتجاهين اتجاه السلاسل العلمية في كل فن فيقوم المدرس بفتح سلسلة في فن معين حتى ينتهي إلى آخرها.

 والاتجاه الثاني: عدم الالتزام بمدرس معين بل يتنقل فيدرس الكتاب الأول عند مدرس ويدرس الكتاب الذي يليه عند مدرس آخر بحسب ما يتيسر .

ونذكر في هذه الترجمة الموجزة أهم وأشهر الدروس التي تقام في دار الحديث بمعبر  

ويمكن تقسيمها كالآتي  :

ـ قسم القرآن وعلومه

ـ قسم  التوحيد والعقيدة

ـ اللغة العربية بفروعها

ـ مصطلح الحديث

ـ أصول الفقه والقواعد الفقهية

ـ الفقه

ـ السيرة والتاريخ

ومن أحب الاطلاع على الدروس التي تدرس في الدار فيراجعها بملحق الدروس الذي سيلحق بهذه الترجمة إن شاء الله تعالى .

 

 ثالثا المحفوظات الحديثية  والمتون العلمية

هناك عناية بحفظ المتون الحديثية و العلمية فقد أَعدَّت الدار مجموعة من المدرسين تفرغوا  لسماع ما يعرضه عليهم من يحفظ في هذه المتون  مع التشجيع وإعطاء الشهادات والإجازات العلمية في ذلك فيحفظ في الحديث :

1-    الأربعين النووية       2 - عمدة الأحكام

3-    رياض الصالحين         4- بلوغ المرام

5-    البخاري                   6-مسلم

7-    أو يحفظ اللؤلؤ والمرجان فيما اتفق عليه الشيخان, ثم يتبعه بأفراد البخاري وأفراد مسلم .

 وأما المتون العلمية فيحفظ في كل فن أهم متونه حسب ما يُوجه به ممن يتلقى عنه في كل فن من الفنون العلمية .

وترى الحمد لله في طلاب العلم من يحفظ ألفية بن مالك في اللغة ، وهكذا ألفية العراقي في المصطلح ، وقس عليها متون في العقيدة عدة ، وفي القواعد الفقهية ، وأصوله ، وغير ذلك .

رابعا تعليم الخطابة

تعتني دار الحديث بتعليم الخطابة وتأهيل الخطباء وتدريبهم؛ لما لهذا الجانب من أهمية عظيمة؛ إذ هو من أهم الوسائل لتبليغ الناس وتعليمهم العقيدة الصحيحة المبنية على الكتاب والسنة وتخويف الناس بالله وترغيبهم فيما عنده فيسهل عليهم ترك المنكرات والإقبال على رب الأرض والسموات سيما إذا كان الخطيب يعتد في خطبته على الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة النبوية بفهم سلف هذه الأمة .

فالخطابة تعتبر الرسالة القوية للقلوب فكم جاهل تعلم وغافل ذكر ومنكر حُذر منه ومعروف دعي إليه وكم من سنة أقيمت ، وبدعة أميتت ولو لا أصحاب المحاب لخطب الزنادقة على المنابر كلمة مشهورة قالها الشافعي رحمه الله .

فكم حاجة الأمة للخطباء والدعاة النصحاء ، فدار الحديث بمعبر تعتبر حازت قدم السبق ، وأيضاً لا يعلم لها نظير في الحرص على تعليم الخطابة ، وتأهيل الخطباء .

ولهذا أعطى شيخنا الإمام ـ أدام الله نفعة ـ  هذا الأمر حقه؛  فاعتنى بتعليم الخطابة, وفتح دروساً في ذلك وكان يشرف على ذلك بنفسه, فيقوم متعلم الخطابة بين يديه ويسمع منه, ثم يقوم بالنصح والتوجيه والتنبيه لما يحتاج إلى تنبيه فحصل بذلك الخير الكثير,  وتخرج عدد كبير من الخطباء الذي نفع الله بهم وبجهودهم

فلما كثرت أعمال الشيخ وأشغاله وكثر الطلاب  فُتِح أكثر من درس لتعليم الخطابة   و قُسِّّم  المتلقون لهذا الفن إلى  أقسام وجعل على كل قسم منهم مشرفا .

القسم الأول :  الكبار ـ أصحاب الأسر ـ

القسم الثاني : الشباب من أبناء الأسر

القسم الثالث : طلاب الدار .

فيبقى الطالب مدة ليست بالطويلة حتى يفتح الله عليه ويسير خطيبا

تعليم الصغار

تعتنى دار الحديث بمعبر  بتعليم النشأ وتربيتهم التربية الصحيحة القائمة على  العقيدة الصحيحة  وتعريفهم بأهمية التوحيد وعرضه عليهم بما يناسب عقولهم ,  وتعتني بغرس روح المراقبة والخوف من الله في نفوسهم سبحانه, وبيان توحيد الأسماء والصفات وهذه يكون لمعرفتها أثر في توحيدهم لله وعقيدتهم الصافية النقية ,  وكذلك الحث على التحلي بمكارم الأخلاق والآداب الإسلامية الكريمة, وكذلك الحرص على تنمية قدراتهم  العقلية ومداركهم المعرفية بالرعاية التي تمكنهم من شق طريق الحياة بنجاح  .

ولأهمية العناية بالأبناء فقد قررت هيئة التدريس في الدار إنشاء  مدرسة خاصة بتعليم الأبناء  تشتمل   على ستة مستويات يقوم بالتدريس فيها قرابة (40) مدرسا ولها إدارة ومشرفون يقومون بمتابعة المدرسين والطلاب 

وقوام هذه المدرسة  (670) طالبا ، وقد يزيدون بعض الأوقات على هذا العدد موزعون على (13) فصلا تبتدأ الدراسة في هذه المدرسة من الثامنة صباحا وتستمر إلى الحادية عشرة توزع هذه المدة على ست حصص زمن الحصة (45) دقيقة ، وهذه المدة بالدقائق تجعل الطالب مركزاً ومهتماً أكثر لأن الوقت ليس بالطويل الممل ولا بالقصير المخل .

كما تقوم الدار بحلقات مسائية للصغار الذين لا تزيد أعمارهم على ثلاثة عشر عاما سبق بيانها عند الكلام على عناية الدار بالقرآن الكريم .

تعليم النساء في الدار:

لم يقصر هذا الجهد المبذول من تعليم القرآن والدروس العلمية على الرجال بل اعتنت الدار بتعليم النساء والبنات  وذلك في مسجد النساء التابع للدار، الذي  يعد أكبر مسجد للنساء في المحافظة، ومن أكبرها على مستوى الجمهورية، ولهذا المسجد توابع تضم عددا كبيرا من النساء يقوم على تدريسهن مجموعة مباركة من المدرسات اللاتي نفع الله بهن في تعليم  النساء والبنات .

وعلى رأس هؤلاء المدرسات زوجة شيخنا حفظهما الله فهي قائمة بالتدريس في هذه المسجد والإشراف والترتيب لدروس النساء . 

وهناك مساجد أخرى في المدينة تقوم بالتدريس على غرار هذا وهن ممن درسن في الدار الأم في قسم النساء لكن بسبب الزحام في الدار انتقلن إلى مساجد أخرى للتدريس .

وتتعلم النساء في هذه المساجد أغلب ما يتعلمه الرجال في الدار، إلا أنها بصورة أقل؛ نظرًا للأعمال المنزلية وغيرها المناطة على عاتق النساء.

 وقد نفع الله بتدريس النساء نفعا عظيما فتخرج عدد كبير من  الحافظات للقرآن العظيم وكثير من أحاديث النبي الكريم عليه أزكى الصلاة والتسليم وعدد كبير من المدرسات في مجالات شتى و تخرجت الداعيات إلى الله اللاتي نفع الله بهن في مجال الدعوة إلى الله  ولله الحمد  .

ويوجد فيهن ولله الحمد الباحثات والمؤلفات ولهن مكتبة خاصة بجانب مسجدهن ، وهي مكتبة بدائية التكوين، تقدر مساحتها 10م × 15 م تقريبًا.

ثالثا: الجهود الدعوية لدار الحديث بمعبر :

إن من مهمات الدار العظيمة التي لا تقل أهمية عن طلب العلم وتلقيه هي الدعوة إلى الله تعالى فقد أولى شيخنا سدده الله أمر الدعوة اهتماما منقطع النظير فقام حفظه الله بالدعوة خير قيام وجاب البلاد شمالا وجنوبا وشرقا وغربا وسهلا وجبلا فكان لا يفتر عن الخروج الدعوي المستمر في كل ثلاثاء وجمعة كانت تعلن له المحاضرة في جنوب البلاد أو شمالها  فيقيمها ويصبح في داره لمزاولة أعماله في الدار وكان لهذا التحرك الدعوي الثمرة العظيمة في أوساط الناس فعرفوا السنة ودور الحديث فأقبل من وفقه الله منهم للالتحاق بدور الحديث والنهل من منابعها الصافية والاجتناء من ثمارها الطيبة النافعة   .

ولما اشتعل فتيل الفتن في البلاد آثر الشيخ البقاء في الدار للتعليم ونشر العلم مع حبه ورغبته في الخروج   .

وهكذا تقوم الدار بإعداد الخطباء وتأهيلهم  وترتيب أمر الخروج والتحرك الدعوي الذي يقوم به الدعاة إلى الله وطلبة العلم المستفيدون  فيعتبر التحرك الدعوي من دار الحديث بمعبر إلى بعض المناطق اليمنية منقطع النظير؛ حيث تنطلق أسبوعيا أكثر أعدادا كبيرة من السيارات إلى كثير من مناطق الجمهور اليمنية، تحمل على متنها أعدادا من الخطباء والدعاة يتوزعون على أكثر على أكثر من محافظة ومديرية ومنطقة ويكون هذا الخروج في يوم الجمعة من كل أسبوع .

 ويوم الخميس للمناطق البعيدة فيتوزعون للمحاضرات  بين مغرب وعشاء وخطبة الجمعة , وقد يتخلل ذلك كلمات قصيرة بعد بعض الصلوات، حسب ما يتوفر من الوقت للداعية والخطيب.

بالإضافة أيضا إلى الخروج الفردي وخاصة في المناطق القريبة والمحيطة بالدار،   فيتجاوز عدد الأفراد الخارجين خروجا فرديا  إلى أكثر من مائة خطيب وداعية.

 هذا بالنسبة للخروج الأسبوعي

وهناك خروج موسمي يخرج الداعية وطالب العلم إلى بلد من البلدان ومعه أهله   فيبقى فيها مدة من الزمن؛ للخطابة والإمامة, وإقامة الدروس العليمة, وتقوم أهله بتعليم النساء وغرس العقيدة الصحيحة فيعم الخير للكبار والصغار من الرجال والنساء وهذا كأيام الإجازة وأيام رمضان, وقد يستمر الداعية  في الناس فيبقى السنة والسنتين بحسب المنطقة والحاجة .

وبحمد الله رب العالمين لا تكاد تجد محافظة بل مديرية بل قرية في البلاد اليمنية إلا وهي إما قد زارها شيخنا دعوة أو زارها من طلابه أو أرسلوا من أبنائهم إلى الدار من يتعلم أوصل خبر الدعوة ، وصيتها إليهم وهذا من فضل الله سبحانه وتعالى .

 وفي ظل هذه الظروف تحجمت الدعوة كثيرًا، فأصبحت بعض المناطق مغلقة، بسبب الأحداث الجارية في البلاد، وإلا فالطلب أكثر بكثير من هذا العدد، ومع الوضع الحالي قد لا نستطيع تغطية المناطق التي هي بحاجة أو التي تطالب الدار؛ إما لكثرة الخارجين، وإما للعجز عن المصروفات الدعوية.

رابعا: دور الحديث والمساجد:

يتبع الدار كثيرًا من دور الحديث والمساجد في مختلف المناطق اليمنية قال بعض المشايخ : إنه أي ـ شيخنا يدير من المساجد والدور مالا تديره دولة الأوقاف ، وهي كثيرة جدَّا، وعلى سبيل المثال لا الحصر: يشرف شيخ دار الحديث بمعبر، فضيلة شيخنا / محمد بن عبد الله الإمام على أكثر من خمسين مسجدًا تقريبًا في مديرية جهران، ناهيك عن المساجد التابعة للدار في مختلفا المحافظات ، والمدن ، والقرى في الجمهورية اليمنية ، وفي كثير منها تقام حلقات تعليم القرآن الكريم وبعض العلوم الشرعية حسب القدرة والحاجة، ويتحمل الدار كثير من صرفيات الأئمة والخطباء وبعض الإصلاحات التي يحتاجه المسجد وملحقاته.

خامساً : المكتبة:

 منذ اللحظة الأولى لتأسيس الدار كان من أساسياته مكتبة صغيرة  ملك شيخنا ـ حفظه الله ـ  كان يقتطع من ضروريات قوت الجسد لحيازة قوت الروح (شراء الكتب )  ومع مرور الزمن وضع الشيخ على عاتقه تزويد المكتبة وتنميتها وفي كل عام تلتحق مجموعة من الكتب بأدراج المكتبة حتى أصبحت من أكبر مكتبات الجمهورية اليمنية إن لم تكن أكبرها، الكتب فيها من مختلف العلوم الإسلامية في سعة مبنى يقدر بـ(45) متر طولا في (10)متر عرضا, وقد تكونت هذه المكتبة عبر السنين بفضل الله ثم  بجهود الخيرين إلى جانب جهود الدار، فهي  تحاول جاهدة أن توفر ما تستطيع من المؤلفات العلمية وخاصة كتب المتقدمين التي هي أصل في العلوم الإسلامية .

يقول الشيخ عبد الله بن عثمان الذماري حفظه الله في المكتبة التي في دار الحديث بمعبر قال : لا أعلم لها مثيلاً في بلادنا اليمنية ،ويقول عن شيخنا في حرصه على شراء الكتب : فقد كان حفظه الله حين نسافر معه حريصاً كل الحرص على جمع مكتبة متكاملة فكنا إذا سافرنا معه ومررنا ببعض المدن ونزلنا على بعض المكاتب يحاول أن يجول ببصره في أي مكتبة ندخلها فإذا رأى كتابا ليس موجوداً في مكتبته سجله وكتبه من أجل أن يشتريه ويسارع في شرائه ويسعى في دفع ثمنه مهما كلف ذلك إن كان موجود في المكتبة في البلاد وإلا ربما أرسل إلى أرض الحرمين من أجل أن يؤتى بهذا الكتاب أو بهذه الكتب فكان دائماً إذا نزلنا في أي مكتبة  اطلاع على الكتب والإطلاع على المؤلفات التي ليست موجودة سواء كانت هذه المؤلفات من كتب السلف أو كانت من الكتب المعاصرة فهو يجمع بين الكتب وهو يحاول أن يجمع بين الكتب كلها القديمة والمعاصرة .

وقد كان للوالد المبارك/ أبي بندر قصب السبق في إثراء المكتبة بالكتب القيمة والنفيسة؛ فهو يبذل جهدا منقطع النضير قلَّ أن يستطيع له أحد من الناس، فجزاه ربي خير الجزاء، وجعل ما يقوم به من الجهد في ميزان حسناته.. إنه سميع مجيب.

ورغم الكتب الكثيرة إلا أنه ينقصها كثير من الكتب والمؤلفات التي تخدم الباحثين في مختلف العلوم الإسلامية. كما أنها بحاجة أيضا إلى مساحة أكبر، فقد ضاقت بسبب كثرة الكتب فيها وكثرة الزائرين إليها.

وهي مكتبة عامة لجميع المسلمين، لا تختص بناس دون آخرين، فيرتادها مجموعة كبيرة من طلاب العلم في الدار وخارج الدار، كما يرتادها كثير  من خريجي الجامعات في المناطق القريبة والبعيدة، و كثير من عامة الناس.

والداخل إلى المكتبة يطير دهشة وإعجابا؛ لما تشاهده العين من منظر مهيب ومشهد ماتع والباحث الضمآن لا يخرج منها إلا وقد أروى ضمأه وأشفى غلته وذلك لتوفر المصادر والمراجع كبارها وصغارها مختصرها ومطولها لا تشبع عينك وأنت تتنقل من  قسم إلى قسم ومن جهة إلى جهة ملاحظا روعة التقسيم ودقة التوزيع وجمال الفهرسة  فهي روضة غناء، يتمتع القارئ برياضها، ويجول فكره في جداول علومها.

وحين ينظر إلى سرب الباحثين والقراء داخل المكتبة يشعر براحة بال وهدوء نفس لا يحس إلا بخفقان القلوب ارتياحا وفيضان الأرواح انسجاما والصمت والهدوء يلفان أجواء المكتبة منهم القاعد على الكراسي ومنهم المعتمد على المجالس والجاثي على ركبتيه يرتشفون المعارف ارتشافا ، ففيها المؤلفون والباحثون ، والمحققون والدعاة إلى الله ، وعامة الناس؛ قد تنوعت بهم المطالب وتشتت بهم المشارب ، فهذا يؤلف، وهذا يبحث عن مسألة ، وهذا يحضر خطبة أو محاضرة، وهذا يطالع مطالعة عامة، يخرج أحدهم ولايزال النهم والشغف يضرب أطناب قلوبهم 

ويستطيع من أراد زيارتها والمطالعة فيها أن يدخل في أي وقت يشاء، فهي تفتح من الساعة (7:5)السابعة والنصف تقريبا إلى الساعة (9) ليلا، ما عدا أوقات الصلوات وأوقات الدروس العامة التي يلقيها الشيخ العلامة/ محمد بن عبد الله الإمام على جميع طلبة العلم والمستمعين في الدار.

سادسا .

ومن الجهود الإصلاحية للدار: مركز القراءة على الأمراض المصابين بالعين والسحر والمس الشيطاني، فإن المركز أعد لنفع هذه الشريحة خاصة وإنقاذهم من الارتماء عند السحرة والمشعوذين الذين يفسدون عقائدهم وأبدانهم, وينهبون أموالهم باسم العلاج  ؛ وقد استفاد منه خلق لا يحصون بفضل الله عز وجل ثم بفضل شخنا – حفظه الله الذي بدأ في هذا المجال بنفسه، وعلَّم مجموعة من تلامذته  فأصبح بعضهم متخصصا –في هذا المجال، وهم حاليًّا القائمون على المركز تحت إشراف الشيخ حفظه الله.

هذا المكان الذي يعتبر حصناً حصيناً من الشركيات والحروز والتمائم وغيرها فكم رجل أنقذه الله من الشرك ومن التعلق بغير الله إلى التعلق بالله وكم كان هذا من أسباب صلاح أقوام فيأتي وهو ممسوس فيمن الله عليه بالعافية فيصير من أهل الإستقامة ، والدين ، وكم رجل كان عدواً للدعوة فكان من أسباب هدايته أن أصيب بعين أو سحر فيرتقي ويرى الخير ويعرف الطريق القويم بفضل الله ،وهذا كله في مجال الدعوة إلى الله سبحانه .

ومن إتمام الخير وإكمال النعمة  أن كانت القراءة على الأمراض مجانية، ليس فيها أي مقابل للدار، وإنما يدفع المريض مقابل ما يستأجره ويصرفه على نفسه.

- نبذة عن الطلاب المتواجدين حالياً في الدار :

ينقسم الطلاب في الدار إلى قسمين:

القسم الأول: أصحاب عوائل.

 والقسم الثاني: عزاب.

أما أصحاب العوائل، فهم الساكنون بعوائلهم في مدينة معبر، وهم متفرغون مع عوائلهم؛ لتلقي العلم في الدار، حيث تضم الدار أكثر من (1500)  ألف وخمسمائة عائلة، أي: ما يعادل سبعة آلاف فرد من أصحاب العوائل، يتكفل الدار بنفقاتهم وصرفياتهم، وهذه تكلف الدار مبالغ طائلة؛ لتحصيل حاجاتهم الضرورية لأنهم لا يبحثون عن الكماليات وإنما الضروريات لأن غرضهم ومطلبهم هو تحصيل العلم الشرعي فترى الدار فيها الأب وولده والزوجة والبنات والكل ينهل من معين العلم الشرعي الصافي ، ويحصل في كثير من الأحيان عجز عن تغطية حاجياتهم الضرورية.

وأما القسم الداخلي؛ فالدار تتكفل لهم بالسكن والطعام والشراب، فلهم مطبخ وسكن خاص بهم، ويتراوح عددهم ما يقارب  ( 1.000)   طالب.

ويكثر الطلاب في الدار في أيام الإجازات حيث لا يستطيع الدار استيعاب جميع القادمين عليه؛ لضيق المعيشة وضيق السكن.

وهناك شروط قبول الطلاب في دار الحديث بمعبر :

نظرا لكثرة وفود الطلاب الراغبين للالتحاق بهذه الدار المباركة من داخل اليمن وخارجها, ولعجز الدار عن قبول كل من يأتي لالتحاق بالدار وضعت الدار شروطا لمن يقبل وهذه الشروط على قسمين :

القسم الأول : شروط قبول الطالب في السكن الداخلي:

1-  إذا كان عمر الطالب لا يزيد على(15) سنة ،  فلا يقبل إلا بشرط أن يكون حافظا لـ(10)عشرة أجزاء من القرآن الكريم.

٢- وإذا كان عمر الطالب يتجاوز (15) خمس عشرة سنة، فيشترط لقبوله أن يكون مجيدا للقراءة والكتابة  .

٣-  أن يكون مع الطالب المتقدم للقبول في الدار تزكية تعريفية بأنه حسن السيرة والسلوك من شخص   معروف عندنا  .

 4- أن لا يحمل فكرًا مخالفًا لعقيدة أهل السنة والجماعة .

القسم الثاني :شروط قبول الطالب في قسم العوائل إضافة إلى الشرط الثالث والرابع في القسم قبله :

1 ـ  أن يكون ممن حفظ القرآن الكريم بالتلقين والمشافهة.

2 ـ أن يتقدم لاختبار القبول في القرآن كاملًا عند المختصين في الدار.

3 ـ     أن يكون مجيدا للقراءة والكتاب إجادة تامة.

الصرفيات والنفقات التي يتحملها الدار:

حينما يشاهد المشاهد كثافة الطلاب ووفرة أصحاب العوائل, وكثرة أعمال وعمال الدار يظن أن الدار مدعومة من دول أو مؤسسات كبرى, ولكن الحقيقة التي يتساءل عنها الكثيرون ويجهلها الكثير أيضاً هي أن الدار لا صلة لها بدول, ولا كيانات ولا أحزاب, ولا جمعيات ولا مؤسسات, وعلاقتها الوحيدة بالله ثم بالشيخ محمد الإمام وما حباه الله به من قبول وثقة فردية من تجار وفاعلين خير وشرطه الوحيد لكل من طلب التعاون مع الدار (تنفق لله لكفالة طلاب العلم بلا شرط أو قيد) وربما جاءت جمعية أو حزب لغرض المشاركة في دعم الدار فيرفض الشيخ هذا النوع من الدعم, لعلمه أن هذه الجهات لا تعطي إلا ولها شروط وقيود تتماشى مع مصالحها وتوجهاتها،  وتتابع الخير منذ تأسيس الدار ومن رحمة الله وتسهيله أن تدرج الخير والتموين للدار على مستوى تدرج وتزايد أعداد الطلاب فكلما زاد العدد جاء الله بمن ينضاف لدعم الدار ، وتمر بالدار مراحل عصيبة من الأزمات الاقتصادية وتزايد الديون التي يتحملها الشيخ ويستدينها بوجهه ، وربما طبق الشيخ حالة تقشف إذا عجز عن الاستدانة فتنقطع إيجارات بيوت الطلاب ويتحملها الطالب بنفسه  .

جوانب الرعاية والكفالة التي يتحملها الشيخ والدار :

1-  إعانة أصحاب العوائل الذين يقدرون (1500) ألف وخمسمائة عائلة، وتُدفع لهم الإيجارات التي تكلف الدار مبالغ طائلة.

وهذه المساعدة تعتبر قليلة لا تفي بالغرض الكامل، نظرًا للظروف المعيشية والمتطلبات الحياتية التي يفرضها على الناس واقع الحياة.

٢- يتكفل الدار بتغذية طلاب السكن الداخلي الذي يقدر عددهم ب( 1000) ألف طالب تقريبًا، كما يوفر لهم السكن الداخلي، وبعض الحاجيات الضرورية إن تيسر ذلك.

٣ -كما يتكفل الدار بمساعدة تعاونية لكثير من أئمة المساجد التابعة له في مختلف المناطق اليمنية، والتي يعجز عنها في كثير من الأحيان.

 -4 يقوم الدار بدفع نفقات الخروج الدعوي الأسبوعي للطلاب، والذي يخرج فيه أكثر من ( 1500) خطيب وداعية شهريًّا.

وهذه النفقات سواء للمحروقات من بترول ، وديزل للسيارات الناقلة للدعاة إلى عدة محافظات ومديريات وقرى الجمهورية اليمنية ، وهكذا ما يحتاجه الدعاة في طريقهم من أمورهم الضرورية حتى يصلوا إلى المكان الذي أرادوا الخروج له .

5- يتكفل الدار بإعانة الإخوة الطلاب الذين تفرغوا للقراءة على المرضى.

-6 ونظرًا لسعة الدار ومرافقه؛ فإنه بحاجة شديدة وماسة إلى من يقوم بكثير من الأعمال، وهذا يتطلب كثيرًا من العمال الذي يدفع الدار نفقتهم، ومن ذلك:

أ ـ  الحراسة التي تكون على مدار الساعة، وبأعداد كبيرة، وذلك للحاجة الماسة، فإن المتربصين بالدعوة كُثُر ـ لا كثرهم الله ـ وكذلك الظروف التي تمر بها بلادنا اليمنية .

ب ـ إيجار عمال النظافة في المسجد والصروح والحمامات وغير ذلك.

ج ـ نفقات المشتقات النفطية والإصلاحات التي تصرف للمخبز والمولدات الكهربائية ومضختا المياه وسيارات الدعوة.

د ـ وهناك عدة مصارف كثيرة، لكن ذكرنا الأهم منها.

ومن هذا الموقع نلفت عناية أهل الخير إلى ضرورة النهضة بمثل هذه المؤسسات العلمية العملاقة التي تضم بداخلها الآلاف من طلبة العلم وأهل العلم والمحققين والكتاب والدعاة والمدرسين والعلماء ، ويتخرج منها المآت والمآت في كل عام وخيرها شامل لداخل البلاد وخارجها ، وهذه الدار أصبحت مقصداً وقبلة لطلاب علم الشريعة وحملة الهداية والدعوة ، وحينما نكون مطلعين أن علاقة هذه الدار  الاقتصادية إنما هي علاقة ضئيلة ببعض رجال الخير ينبغي لنا أن نسعى جميعاً لدعوة أهل الفضل والخير للمشاركة في  رعاية هذه الدار والتي تمر أحياناً بأزمات خانقة وربما أفلس من يرعاها من الخيرين أو تحولت به المقاصد أو فقد التوفيق من الله ،  وبوجود الرجال الذين هم مفاتيح خير مغاليق شر لا تشعر الدار بعجز ولا تفاجئها نازلة بإذن الله تعالى.

 

 

والحمد لله رب العالمين ...